إن العربدة الصهيونية اليومية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني في كل بقعة من وطننا العربي، واضحة حتى للأعمى، مع تواطؤ أمريكي سافر، بدءًا من عدوان الكيان على الأراضي السورية واللبنانية واليمنية والتونسية والمصرية والليبية حتى السودانية، وصولاً إلى العدوان الصهيوني الغادر على دولة قطر الشقيقة، والذي يمثل قمة البلطجة الصهيونية الوقحة، والتي تُعطي دليلاً واضحاً على استهتار الكيان الصهيوني بكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وتعبّر عن نظرة هذا الكيان إلى الآخرين- أيا كانوا - فكل العالم، وخاصة العرب، بالنسبة لهذا الكيان، عبيد لهم، وهم أصحاب الدم الأزرق الذين يحكمون العالم، ويرون في كل الشعوب أتباعا وعبيدا لهم.
فإذا كان النتن ياهو يرد بكل وقاحة على أسبانيا قائلاً: أنتم من تحتاجون إلينا! فكيف يمكن أن يخاطب العرب؟
إن قطر لم تأخذ دور المبادرة كوسيط للتفاوض مع حماس والاحتلال، إلا بطلب أمريكي صهيوني، وهاهم يطعنونها في الظهر.
إن دولة قطر تسعى دائماً، وضمن القوانين الدولية التي أقرتها مواثيق الأمم المتحدة، إلى صنع السلام العادل، والتوصل إلى حلّ للكارثة والمأساة الإنسانية المروعة في غزة والضفة، وتساهم قطر مع دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في ترسيخ قيم التسامح والسلام.
لكن النتن ياهو هدفه تغيير الأنظمة العربية قاطبة، بما فيها دول الخليج العربي، وضرب قطر كان جسّ نبض، لردود أفعال هذه الدول، ولا أحد في منأى من بطش المحتل من أجل تحقيق أهدافهم، وحلمهم في احتلال دول الخليج بثرواتها النفطية الهائلة، وإقامة دولتهم المزعومة الكبرى، من النيل إلى الفرات.
ونتوجه بالشكر إلى كل الدول الغربية التي أدانت العدوان الغادر على قطر، وإلى كل الدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج العربي، لأنهم كلهم في خندق واحد، وهذا واجب عليهم، فإذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد كله.
نعم كل دول العالم معنية بإدانة هذا العدوان الغاشم والوقوف ضده، وإتخاذ تدابير ضد الكيان الصهيوني الهمجي الإرهابي، لكن الدول الخليجية معنية بشكل خاص، وعليها دعوة العالم أجمع، مثلما تفضل الأمير محمد بن سلمان، لإتخاذ الخطوات الرادعة له، ولمنع تكرار مثل هذه الجرائم. ونحتاج إلى خطوات عملية من دول الخليج نفسها، لإلغاء المعاهدات الإبراهيمية وإغلاق السفارات الصهيونية وإلغاء كافة الاتفاقيات التجارية والأمنية.
نحتاج إلى من يردع هذا الكيان الهمجي المجرم، حتى لو كانت أمريكا تقف معه وتبرر له عدوانه.
كيف يمكن أن يقبل العقل والمنطق، أن عدد دول العالم ١٩٥ دولة، لكن تتحكم فيهم دولة واحدة وكيان مارق!
فإلى متى يستمر هذا الوضع الكارثي وغير الطبيعي في الكرة الأرضية؟
إضاءة:
بكل فخر واعتزاز، نتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع أعضاء الوفد المشارك في أسطول الحرية، للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ابتساماتهم تدل على شجاعتهم، وتلهمنا الأمل والتضحية.
شكراً لكل فرد فيكم، شكراً إلى سلوى وسامي وفاطمة ومحمد وبدر، لقد رفعتم رؤوسنا عاليًا، ورفعتم اسم البحرين إلى السماء، نتمنى لكم التوفيق والسداد لتحقيق أهداف الحملة التضامنية الإنسانية، والنصر آت لا محالة.
---------------------------------
بقلم : د. أنيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام